تعطلت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر
من كثرة الحمل والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق ، فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض
المتاع و البضاعة في البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو ..
فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار
لأنها كثيرة ، فإعترض التاجر على ان ترمى بضاعته هو لوحده و اقترح أن يرمى قسم من بضاعة
كل التاجر بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط
فثار عليه باقي التجار ولأنه كان تاجر جديد
ومستضعف تأمروا عليه و رموه في البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم ..
أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق
وخائف حتى أغمي عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة
..
ما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه
حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم
مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من
ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب ..
وينام في كوخ
ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار ..
وفي ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه
هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء
النار و لكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه
هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب .. ؟
لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي
..
والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق
و لم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان ..
لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ
..
و نام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن
..
لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره
.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه …
وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق
عقله من شدة الفرح و سألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه فأجابوه :
لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب
النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى
وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمي من سفينة
التجار ظلما
أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في
البحر !
فقد اغار عليها القراصنة و قتلوا وسلبوا
كل من فيها
فسجد التاجر يبكي ويقول الحمد لله يارب
أمرك كله خير ..
سبحان الحكيم الذي أنجاه من القتل و اختار
له الخير ..
سبحان مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري
ومن حيث لا نعلم …
إذا ساءت ظروفك فلا تخف ..
فقط ثق بأن الله له حكمة في كل شيء
يحدث لك ..وأحسن الظن به …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق